تبدو حجرات المعرض الإسلامي الجديد بمتحف المتروبوليتان بنيويورك رائعة، فهي تضم حوالي 1200 قطعة منتقاة من مجموعة أكبر تبلغ عشرة أضعافها مقسمة علي 15 حجرة تعرض بوضوح ثلاثة عشر قرناً من الفن والتاريخ، لن تجذب تلك الحجرات اهتمام الباحثين في تاريخ الفن عبر العالم فقط ولكن أيضاً المبتدئين الذين ستجذبهم تلك القطع الاستثنائية من النسيج والزجاج والمجوهرات واللوحات والأدوات العلمية والمنحوتات (من الخشب والحجر والعاج).
موضوعات مقترحة
وفي تقريرها عن المتحف تقول صحيفة الإيكونوميست البريطانية أن تلك الأعمال جمعت علي مدي ثماني سنوات في متحف المتروبوليتان، تم تنظيمها عرضها بشكل مسرحي جديد ينصف واحدة من أهم مجموعات الفن الإسلامي التي تقبع خارج الشرق الأوسط.
القسم الإسلامي الذي افتتح في 1 نوفمبر الجاري يحمل اسم "معارض جديدة لفنون الأراضي العربي، تركيا، إيران، وسط آسيا وجنوب آسيا" لتسليط الضوء علي اتساع الرقعة الجغرافية والتنوع التاريخي للثقافة الإسلامية.
ويقول مدير المتحف "توماس كامببيل" إذا وضعنا النظرة الضيقة للإسلام في الغرب في إعتبارنا، فإن هذا المعرض يأتي ليعلمنا الكثير عن عمق وأهمية التراث الإسلامي.
متحف الفنون الإسلامية بأمريكا الانتباه للتفاصيل الدقيقة داخل غرف العرض لافت للنظر، والعنصر المعماري يساعد علي نقل الإحساس بالاختلاف في العصور والأقاليم الجغرافية التي يغطيها المعرض، فمدخل المعرض علي سبيل المثال مصمم بالرخام الأبيض المستوحي من تاج محل بالهند، أحد أهم القطع الفنية المعمارية الإسلامية.
متحف الفنون الإسلامية بأمريكا تحتوي القاعة المغاربية علي منحوتات يدوية طلبها المتحف بشكل مخصوص لتلك القاعة ونسخ طبق الأصل من الأبواب الخشبية الإسلامية المستعملة في القرن الرابع عشر إضافة إلي الكرانيش المزخرفة هندسياً، وحتي مساحات الفضاء في المعرض هادئة وفاخرة تكتمل مع نافورة، وليس من المفاجئ أن نعلم ان تكلفة إقامة تلك الغرف وحدها وصلت إلي 40 مليون دولار مستحقة تماماً.
تقترح المداخل المتعددة للمتحف أن لا طريقة واحدة لفهم الفن، في المدخل الرئيسي يقابل الزوار بصحن خزفي مصنوع في نيسابور بإيران في القرن العاشر الميلادي مزخرف بخط كوفي يقول "التخطيط قبل التفكير يحميك من الندم"، ويصبح الصحن الذي كان يستخدم لأغراض دنيوية وليست دينية أكثر حميمية مع الزوار غير الملمين بالشعائر الإسلامية.
متحف الفنون الإسلامية بأمريكا يضم المتحف عدة قطع تصميمات الخط العربي والأرابيسك، الفن الإسلامي المهيمن والأول، وأشكال تصويرية أخري، وتمثايل لققط وكلاب، ولعل أشهر القطع وأبرزها قيمة هي سجادة مصنوعة في القاهرة منذ 1500 عام مفرودة في وسط إحدى الحجرات، ويوجد سجاجيد أخري معلقة علي حوائط بعض الغرف، ويستمر العرض الزمني للمعروضات حتي العصر الأموي والعباسي والإمبراطورية العثمانية.
باختصار يوفر المعرض الإسلامي بالميتروبوليتان رحلة عظيمة في الأزمان والأماكن البعيدة، ويفتح العيون علي فن إسلامي أهدر حقه كثيراً.
متحف الفنون الإسلامية بأمريكا وتنهي الإيكونوميست تقريرها بالقول، إذا كانت تلك الحجرات المتحفية قادرة علي فعل أي شئ لاستبدال نظرة الخوف والريبة التي ينتظر بها الغرب للإسلام، فهناك الكثير من الأسباب للاختفاء بذلك المتحف.