"سعود الفيصل ".. أمير الدبلوماسية وأقدم وزير خارجية بالعالم ينتقل إلي مثواه الأخير


9-7-2015 | 21:23


محمد بدران

ظل أمير الدبلوماسية، الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود،40 عامًاً كوزير للخارجية في المملكة العربية السعودية،كأقدم وزير خارجية بالعالم، حيث تولى حقيبة الخارجية من الفترة عام "1975 حتى 29 أبريل الماضي 2015".

ولد الفيصل عام "1940" وتولي حقيبة الخارجية السعودية لأكثر من 40 عاما،منذ "1975 حتى 29 إبريل الماضي 2015" حتى رحل عن منصبه بناء علي طلبه لظروفه الصحية، وحل محله عادل الجبير الذي كان سفيرًا للمملكة في واشنطن.

وتولى الأمير سعود الفيصل منصب وزير الخارجية، في مرحلة مرت فيها المنطقة العربية والعالم بأزمات عدة، قاد فيها الفيصل دبلوماسية بلاده بحنكة شديدة، ونجاح كبير، جعل الكثيرون يلقبونه بـ"أمير الدبلوماسية".

وحصل الأمير سعود الفيصل على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1963،ثم التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشارًا اقتصاديًا لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن - بترومين وأصبح مسئولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين .

عمل سعود الفيصل على تطوير نفسه، حتى أصبح يجيد سبع لغات مختلفة، بالإضافة إلى العربية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية، مما ساعدته في شغل مناصب كثيرة فى الدولة وحياته السياسية والخارجية.

وعين سعود الفيصل نائبًا لمحافظ بترومين لشئون التخطيط في عام 1970،وظل بها عامًا واحدًا ،ومن ثم تم تعيينه وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية في عام 1971 ظل بها 4أعوام ،قبل صدور مرسوم بتعيينه وزيرًا للخارجية عام 1975 بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان وزيرًا للخارجية وهو ملك على البلاد.

وبسبب شغله لوزارة الخارجية والخبرة السياسية والمهنية الكبيرة هيئته لشغل مناصب كبيرة، منها عضو المجلس الأعلى للبترول، وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وكان عضوًا منتدبًا في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى عام 2006م، وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل.

وشارك أيضًا الأمير سعود الفيصل بحكم عمله وزيرًا للخارجية في عضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية ،مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.

من المحطات البارزة في حياة الأمير سعود الفيصل المهنية والفارقة فى حياته، أنه قام في مايو من العام 1985 بزيارة طهران في زيارة رسمية هدفت للتركيز على مسألة الحجاج الإيرانيين.

وعندما تولت كوندوليزا رايس وزارة الخارجية الأميركية بين عامي 2005 و2009، طلب سعود الفيصل منها أن تركز على قضايا أساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن بين المواقف التي تتسم بالصرامة، أنه اشتكى عمليات التدقيق المالي التي تعرضت لها السفارة السعودية في واشنطن، واعتبر أن سلوكيات المدققين "غير ملائمة وعدائية"، وأعلن أيضًا أن السفارة السعودية تتمتع بالحماية الدبلوماسية.

وفي عام 2004، أعلن أن المصدر الأساسي للمشكلات في الشرق الأوسط ليس المسلمين وإنما "الحرمان وانعدام العدالة" في المنطقة.

في مارس 2012، دفع سعود الفيصل باتجاه تسليح المعارضة السورية، معتبرًا أن الواجب يقضي بدعمهم من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد العنف الدموي اليومي الذي تمارسه القوات السورية المسلحة، كما أنه كان يشجع العراقيين على الدفاع عن سيادة بلدهم.

تميز الفيصل بالوقوف الحاسم ضد الاتحاد السوفيتي السابق، وبميوله العربية القومية، وكان يوصف بأنه كان يعارض، أكثر من غيره، أي مقترحات إسرائيلية.

قاد الجهود السعودية لإعادة تحسين صورتها الدولية بعد هجمات 11 سبتمبر، في كل من نيويورك وواشنطن.

دعى الفيصل الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم على الأرض، وحذر من تنامي دور إيران في العراق، متهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد التنظيم المتشدد.

ومن بين أحدث المواقف التي قام بها الفيصل، أنه رد على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، مبديًا تحفظه على الرسالة.

وقال الفيصل ،إن روسيا "جزء من مآسي الشعب السوري عبر دعمها للرئيس بشار الأسد".