التحالف الشعبي: انتفاضة اليونان لم تكن بعيدة عن شعارات ميدان التحرير فى 25 يناير


9-7-2015 | 15:11


هبة عبدالستار

قال حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن الشعب اليونانى أثبت أن الشعوب المضطهدة والمستضعفة تستطيع أن تقول "لا" لطغمة رأس المال المالى الدولى، التى تتمسك بفرض "روشتة" علاج خاطئة، ومعادية للشعوب.

وأضاف الحزب فى بيان له اليوم، أن تلك "الروشتة" تتضمن دائمًا تقليص الاستثمار الحكومى، وخفض الإنفاق الاجتماعى، وتجميد وتخفيض الأجور والمعاشات، وتسريح العمالة، وانسحاب الدولة من الحياة الاقتصادية، وخصخصة الشركات الحكومية وبيعها، وإزالة أى عوائق أمام الحركة الحرة للسلع ورؤوس الأموال.

وأشار أن تلك هى نفس السياسات التى فرضتها هذه الهيئات على مصر منذ زمن المخلوع مبارك، معتبرًا الحكومة الراهنة تعيد استنساخها، خلافًا لمبادئ وشعارات ثورة يناير المجيدة.

وتابع البيان قائلاً: "على العكس من ذلك تطرح الشعوب سياسات أخرى مناقضة مستندة للمسئولية المتبادلة للدائنين والمديونين عن الأزمة وتأكيد معالجة الأزمة من خلال النمو وليس التقشف والانكماش، وبزيادة الإيرادات أكثر من تقليل النفقات، وبتحميل الأعباء للشرائح الغنية بمواجهة الفساد، والتهرب الضريبى، وإصلاح النظام المالى المعوج".

ولفت الحزب إلى أن وقفة الشعب اليونانى ضد الاستعباد لم تكن لتتحقق بغير صعود حزب سيريزا اليسارى لأول مرة إلى حكم البلاد منذ خمسة شهور فقط.

وذلك ضمن موجة يسارية جديدة تنتشر فى أوروبا على خلفية أزمة الديون السيادية التى تمسك بخناق عديد من الدول من اليونان للبرتغال، وإسبانيا، وإيطاليا.

اعتبر الحزب أن انتفاضة الشعب اليونانى، وإن جاءت عبر صناديق الاقتراع، فإنها لم تكن بعيدة فى روحها ومضمونها عن انتفاضة المصريين فى يناير 2011.

مضيفًا "يمكن لكل ذى عينين أن يرى فى ساحة سنتاجما التى تجمع فيها عشرات الآلاف من اليونانيين فى أثينا نفس الروح التى كانت تعم المعتصمين فى ميدان التحرير فى مصر، وكيف أن شعار العدالة الاجتماعية بمضمونه الحقيقى هو أيضًا شعار الأوروبيين اليوم".

أوضح الحزب أن دروس انتفاضة اليونان عديدة، أولها أن سياسة أخرى بديلة وعالم آخر إنسانى لا متوحش ممكنان، وأن الديمقراطية هى الحل.

وأن الشعوب تقوى وتنتصر بالديمقراطية، وليس بالاستبداد، وأن إعادة صياغة النظام الاقتصادى العالمى المسئول عن المأزق الراهن منذ عام 2008، عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية رسميا بإعلان إفلاس بنك ليمان برازرز، أصبح ضرورة.

وأخيرًا هناك حاجة ملحة لتضامن كل بلاد الجنوب وكل الشعوب المضطهدة والمهمشة، وكل قوى اليسار والتقدم فى العالم.