رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة يكشف خريطة الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة


29-6-2015 | 10:26


أ ش أ

ثلاث منصات رئاسية ومهابط طيران لاستقبال الوفود استعدادا لاحتفال افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس المقبل، بحضور ملوك ورؤساء من معظم قارات العالم وبتمثيل لكل طوائف الشعب المصري، وجداريات تؤرخ لحفر القناة القديمة والجديدة، هذا ما كشف عنه اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف على مشروع قناة السويس الجديدة.

فبشأن أجواء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، قال اللواء كامل: "إن الاحتفالية ستتم في منطقة الإسماعيلية شرق القناة وغرب القناة ولكن كلها في منطقة الإسماعيلية وسيحضرها ملوك ورؤساء من معظم قارات العالم من الدول المحبة لمصر وللسلام والتي تؤيد مصر دائما في المحافل الدولية وعلى علاقة وطيدة بنا، وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الرؤساء لحضورها..مشيرا إلى أنه تمت دعوة كل الدول العربية الأشقاء والدول الإفريقية والآسيوية المحبة لنا وكل دول أوروبا وغيرها من الدول".

وأضاف اللواء كامل، خلال الحوار الذي تم إجراؤه بمكتبه بجوار مكان المنصة الرئيسية، "إن الاحتفالية ستشهد فعاليات تتم لأول مرة لتنقل هدية مصر للعالم حيث إن القناة تعد مجرى ملاحيا عالميا يخدم التجارة العالمية، كما سيحضرها كل رجال الأعمال المصريين ومن كل دول العالم بجانب المستثمرين وجميع الشركات التي اشتركت في أعمال الحفر والتكريك أو في مشروع الإسماعيلية الجديدة، بالإضافة إلى بعض العمال".

وبين أنه سيكون في منطقة الاحتفال بمنطقة المنصة الرئيسية شرق القناة، ثلاث منصات رئاسية ..الرئيسية في المنتصف والمنصتان الأخريان لكبار الضيوف والزوار وهما على جانبيها وأمام تلك المنصات ستوضع جداريات تؤرخ لحفر القناة القديمة والجديدة وسيكتب عليها أسماء الشركات والضباط المهندسين المشرفين على تنفيذ القناة، بالإضافة إلى شركات التكريك ومهندسي هيئة قناة السويس الذين تم التعاون معهم لمدة عشرة أشهر ونصف.

وأوضح أنه سيتم إنشاء مهابط طيران لاستقبال الوفود الرئاسية، ومراسي للقادمين بسفن أو ببواخر من القناة القديمة إلى الجديدة بالإضافة إلى الزوار القادمين من مطاري القاهرة والإسماعيلية ثم برا إلى منطقة الاحتفال، كما سيتم تنظيم احتفالية على الشاطىء الشرقي للقناة الجديدة بالإضافة إلى احتفالية ليلية لعمل فني كبير يتم التجهيز له في منطقة غرب القناة، وأكد مشاركة كل فئات الشعب (العمال، الفلاحون، ذوو الاحتياجات الخاصة) لكي يمثلوا المجتمع المصري بأكمله.

وعن اختيار مكان المنصة الرئيسية، قال اللواء كامل: لقد تم اختياره أمام قناة الاتصال التي تربط بين القناتين وطولها 1700 متر التي يربط محورها بين المنصة وقصر الامبراطورة أوجيني التي كانت ضيفة الشرف لافتتاح القناة القديمة العام 1869، فهناك بعد تاريخي.

وأضاف "أن المتواجدين في المنصة الرئيسية سيرون كل ما يتم في القناة القديمة والجديدة وأيضا قناة الاتصال لرؤية السفن العابرة في القناة الحالية من الشمال اتجاه بورسعيد والقادمة من اتجاه الجنوب من السويس وسيتقابلوا لتكون مقدمتهم متوازية في قناة الاتصال في توقيت واحد".

وتابع" سيتم تصميم الجداريات بارتفاع لا يزيد على ستة أمتار بحيث لا يعوق الرؤية ولا يقطع خط النظر لكي يتمكن الجالس في المنصة من رؤية كل شىء في قناة السويس".

وأشار إلى أن الجانب الفرنسي يشارك في تخطيط المكان والتصميم فقط، لكن من ينفذ الجداريات والنصب التذكارية وغيرها هي إدارة المتاحف العسكرية بخامات مصرية وبتنفيذ ضباط ومهندسين مصريين وضباط حاصلين على دورات في الأعمال المتحفية وهم ممن اشتركوا في بانوراما حرب أكتوبر مع الكوريين.

وكشف عن إنشاء جداريتين أمام المنصة الرئيسية بالإضافة إلى أربعة تماثيل أمام قناة الاتصال (اثنان عن القناة القديمة، والآخران عن القناة الجديدة) وتم اختيارها من وحي وعبق التاريخ المصري.

وبين أن أول تمثال يرمز إلى الفلاحة المصرية ومن ورائها المسلة ولها جناحان يشبهان جناحي النسر الذي هو رمز علم مصر، بالإضافة إلى تمثالي لأبو الهول على اليمين واليسار اللذين يحرسان مصر، مشيرا إلى أن كل هذه الأعمال بأيد مصرية وأن الأجانب يشاركون في التخطيط والتصميم لفقرات الاحتفال، وأضاف أن الفلاح المصري القديم سيمثل في أحد هذه التماثيل وكذلك العامل والجندي المعاصران.

وحول أعضاء لجنة التجهيز لافتتاح القناة الجديدة، قال اللواء كامل "إن هذه اللجنة هي المسئولة والمشرفة على تنفيذ فعاليات وأنشطة الاحتفالية الكبرى، وتضم بالإضافة لي، الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس (يرأس اللجنة) واللواء محسن عبد النبي مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بجانب عدد من مسئولي الرئاسة وهيئة قناة السويس والإعلام والتليفزيون المصري".

وبشأن التأكيد على البدء في عملية تهيئة المجرى الملاحي للقناة وبدء أعمال الجودة في أول شهر يوليو، أكد اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف على مشروع قناة السويس الجديدة مجددا على أن عملية تهيئة المجرى الملاحي للقناة وبدء أعمال الجودة ستتم في هذا التوقيت.

وقال "لقد بدأ المشروع في السادس من شهر أغسطس العام 2014 بأعمال الحفر الجاف والتي تمت بواسطة 84 شركة مصرية وطنية ومعها 3 كتائب طرق بالإضافة إلى كتيبتين إزالة ألغام وقنابل لكي تطهر الأرض من مخلفات الحروب السابقة كالألغام والدانات والصواريخ والقنابل لأن هذه المنطقة شهدت العديد من الحروب ودارت عليها أشهر معارك الدفرسوار والثغرة".
وأضاف "أن الكتيبتين بدأتا عملهما قبل أن تبدأ أية معدات في التنفيذ حفاظا على الأفراد والمعدات وبالطبع هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا، وتم بدء التنفيذ بالحفر الجاف وكان المخطط أن يتم الانتهاء منه في تسعة شهور، ولكننا أنهيناه في مدة ستة أشهر تقريبا، ومستمرون في معاونة الكراكات، حيث إن هناك معدات إلى الآن".

وبين أن الكراكة عندما تبدأ عملها تدخل من مياه القناة القديمة فكان لابد أن نحفر لها أربع قنوات اتصال واصلة ما بين القناة القديمة والجديدة حتى تدخل الكراكة من القناة القديمة الغربية في مياه قناة الاتصال ثم إلى القناة الجديدة حتى يتم الانتهاء من الحفر الجاف، وتم التركيز على العمل بالتوازي في كل هذه الأعمال حتى تتمكن الكراكات من بدء عملها بدلا من أن تبدأ عملها بعد ثلاثة شهور من انتهاء عملنا في الحفر الجاف، وتم إدخال الكراكات يوم 6 سبتمبر 2014 أي بعد شهر واحد من بدء أعمال الحفر الجاف ما سهل مهمة الكراكات ومنحها الوقت الكافي لكي تنجز عملها.

وأشار اللواء كامل إلى أنه عندما تم الانتهاء من الحفر الجاف تم الاستعانة بعدد كبير من هذه المعدات للعمل في أحواض الترسيب والتي بدونها لا تستطيع الكراكة أن تنفذ عملها حيث إن الكراكة تدفع بناتج التكريك في حوض الترسيب خارج القناة وتترسب الرمال والعوالق في قاع الحوض ثم تعود المياه مرة أخرى للقناة من خلال المواسير العملاقة والمصافي حتى لا تعلو المياه في الأحواض وتتضرر.

وأضاف "أن جزءا من المعدات دخل في أعمال تحسين ورفع كفاءة أحواض الترسيب التي تم إنشاؤها بناتج الحفر.. مؤكدا أن المعدات الهندسية مستمرة حتى الآن في رفع كفاءة أحواض الترسيب وكذلك لرفع كفاءة وتعلية الجسور"، وتابع "أما الجزء الثاني من المعدات فقد دخل في أعمال الطرق حيث إن معدات الحفر هي أساسا معدات طرق كالبلدوزر والحفار والقلاب واللودر".

وأوضح اللواء كامل أنه عندما يتم الانتهاء من أعمال التكريك..نبدأ في أعمال تهيئة قناة السويس للملاحة، ولكن بمجرد انتهاء أعمال التكريك في كيلو واحد حتى كامل العمق حيث يتم الحفر في القناة على منسوب (- 24 مترا) أي نحفر 24 مترا من سطح المياه الحالية والأرض الطبيعية كان بها نحو 18ـ 20 مترا فوق سطح المياه تم حفرها جاف.

وذكر أن هناك كراكات تبدأ بتكريك تسعة أمتار أو12 مترا أو 18 مترا أو24 مترا على مراحل، والجزء الذي ينتهي على عمق 24 مترا يتم تسليمه لهيئة قناة السويس، ثم يتم تهيئته للملاحة حتى تستطيع السفن العبور به في أمان وبالعمق وبالعرض وبالميل المناسبين.

وبين أن مساوي الأعماق تسمى (كراكات هوبر) وهي عملاقة حيث تأخذ المياه والرمال داخل الكراكة نفسها في كونتنر وتصفى المياه الفائضة في القناة وتأخذ الرمال المبللة ثم تتحرك لكي ترسو على مكان مجهز وهناك ماسورة طرد عملاقة ويتم ضخها في مكان بعيد تماما عن مكان التكريك وبالتالي تساوي الأعماق وتؤرنك الميول وتضبط العروض وتؤهل القناة لكي تستقبل أكبر السفن المستهدفة ذات غاطس 66 قدما.

وأشار إلى أن الأمتار والأربعة والعشرين (المنسوب المطلوب) تساوي 72 قدما وهو عمق الحفر ولكن للأمان وحتى لا يتخبط باطن السفينة في قاع الحفر، تم ترك مسافة أمان كافية تقريبا مترين أوستة أقدام تحت باطن السفينة حتى لا تشحط السفينة (بالمعنى الدارج في الملاحة).

وأضاف" ثم تبدأ قناة السويس في أعمال التأهيل للملاحة مثل تركيب الشمندورات وشمعات الرباط ( كتلة خرسانة بسمك لا يقل عن مترين ويوضع بها ماسورة في المنتصف لكي تستعين بها أية سفينة أو لانش إذا احتاج أعمال صيانة)،وشدد على أن نجاح الهيئة الهندسية من نجاح الكراكات ولذلك يتم تذليل كافة العقبات أمامها لكي تنفذ أعمالها في سهولة ويسر.

وبشأن الإنجاز الذي تحقق بالانتهاء من عمليات الحفر الجاف في مدة لم تتعد تسعة أشهر، حيث تم رفع 250 مليون متر مكعب (جاف) وعشرة ملايين (مبلل)، علق اللواء كامل الوزير قائلا"عندما زارتنا رئيس أفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا (بعد أربعة أو خمسة أشهر من بدء الحفر) ورئيس أركان القوات المسلحة اليونانية والعديد من الشخصيات العالمية قالوا بهذا النص "لقد عرفنا كيف أن المصريين بنوا الأهرامات لم نكن نتخيل حجم العمل بهذا الشكل ولم نكن نصدق أن هذا العمل سيتم خلال 12 شهرا فقط، فالكل أجمع على أن هذا العمل من أعمال الفراعنة، هؤلاء المصريون يثبتوا كل فترة أنهم فراعنة حيث يفاجئوا العالم بإنجازات عدة وبعمل يستحيل تنفيذه .

وأشار إلى قول رئيس إفريقيا الوسطى بالنص: "عندما نرغب في تنفيذ أي عمل كبير..عرفنا من نلجأ إليه" في إشارة إلى مصر العزيزة والمصريون لن يخذلوا أي أحد يطلب الدعم والمساندة سواء الأشقاء العرب أو الأفارقة أوالأصدقاء من كل دول العالم وسنساعد بما اكتسبناه من خبرات في هذا المشروع أو غيره بإذن الله تعالى.

وقال "عندما بدأنا المشروع كانت هناك 17 شركة حيث كان سينفذ في خلال ثلاث سنوات وعندما أخذنا الأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تكون مدة التنفيذ سنة فقط بدأنا فورا في مضاعفة وقد كنا سنضاعف العدد من 17 إلى 51 شركة لكي يتم التنفيذ في ثلث المدة ولكننا في خلال أسبوعين بات عندنا 84 شركة بها 4300 معدة هندسية و43 ألف مهندس وفني وعامل".

وأضاف "أن هذا الأمر تطلب تنسيقا وتخطيطا كبيرا جدا حتى يعملوا في نفس التوقيت كل في مكانه، ويكون معروف ما الجهة التي سيوجه إليها ناتج الحفر الخاص به وكيف سيحصل على الوقود وقطع الغيار، بالإضافة إلى إطعام العمال وأماكن السيارات الخاصة به حتى لا تعوق الحركة وهذا كله كان يمثل مجهودا ضخما".

وتابع "أنا وزملائي الضباط والمهندسون المخططون كنا ليلا ونهارا وسط العمال ومواقع العمل وما زلنا حتى الآن، ووقت الراحة بالنسبة لنا أقصاه أربع أو خمس ساعات فقط وباقي ساعات اليوم ننتشر في المشروع وسط الشركات لكي يزيد حماسهم ويهتموا بشكل أكبر بالعمل".

وقال "نحرص على تواجد صاحب أية شركة وسط عماله حيث إذا حدثت أية مشكلة تحل بسرعة، كما إننا نتدخل في حل أية مشكلات إدارية مثلا موضوع السولار فقد أخذت القوات المسلحة على عاتقها تدبير مليون لتر سولار يوميا ومازال يستمر هذا الأمر للشركات العاملة".

وأشار اللواء كامل إلى تعاون الشركات والعمال إلى أبعد الحدود وكذلك كل من اشترك واستمر مع الهيئة الهندسية في أعمال الحفر سواء في الصيانة ورفع كفاءة أحواض الترسيب أو الذين عملوا في الطرق، حيث إن المشروع ليس مجرد حفر قناة، وإنما هناك إنشاء طرق وهذا ما تحتاجه تنمية سيناء، وكذلك الأشخاص الذي سيتحركون على شاطئي القناة يحتاجون طرقا، بالإضافة إلى المعديات التي تنقل الأهالي من غرب القناة إلى شرقها.

وبين أن طرق سرابيوم والفردان والتي كانت حارتين فقط، تم توسعتها إلى ست حارات (ثلاث حارات في كل اتجاه)، بالإضافة إلى الطبانات (الجزء الخارجي من الطريق ومثبت بتربة ظلطية أوبأساس أوبطبقة أسفلت واحدة ولا يرصف مثل الطريق العادي حيث يكون تصميمه أقل لتقف عليه المركبات لتغيير الإطارات أو لأي عطل ما) بحيث لا يعطل نهر الطريق.

وأشار إلى أن المعدات التى عملت قامت بأعمال الطرق أوانتقلت إلى المشروع العملاق الشبكة الاستراتيجية للطرق أوالشبكة القومية للطرق والمرحلة الأولى منه حوالي 3500 كم والهيئة الهندسية للقوات المسلحة مكلفة وحدها بتنفيذ 1900 كم منها، كما انتقلت المعدات التي ليس لها عمل في أحواض الترسيب إلى مدينة الإسماعيلية الجديدة حيث تقوم بحفر الأساسات وتمهيد الطرق كما تحفر للمرافق فكل هذا يحتاج إلى معدات حفر.
وحول ما يضمه مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة، أكد اللواء كامل أنه من المشروعات العملاقة، حيث يوفر للعاملين في مشروعات التنمية في المحور في مجال التنمية الصناعية أو الزراعية بسيناء، سكنا متميزا وراقيا كما يفيد ذوى الإعاقة والاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى النوادي والخدمات الإدارية وكل ما يحتاجه المواطن من خدمات (مدارس وحضانات ومستشفيات ومولات ومساجد ومبنى جديد للمحافظة وآخر لمديرية الأمن ونوادي اجتماعية)..مشددا على ضرورة أن يدار هذا الكم الهائل من الأعمال بشكل سليم ويخطط لها بشكل جيد.

وبالنسبة لتنمية سيناء، قال"إن تنمية سيناء بدأت وبكثافة بالتزامن مع بدء أعمال الحفر بقناة السويس الجديدة حيث سيفتح هذا المشروع مجالات أخرى على الضفتين سواء في إطار تنمية محور قناة السويس كله أو مشروع كالإسماعيلية الجديدة".

وأضاف "هناك مجموعتان من أنفاق مجموعة جنوب تفريعة بورسعيد والأخرى في الكيلو /150 19 ترقيم قناة بالتحديد تضم نفقين سيارات ونفق سكة حديد، وأخرى في شمال الإسماعيلية في منطقة الكيلومتر 73 / 250 بالتحديد تضم أيضا نفقين سيارات ونفق سكة حديد، ما يسهل الحركة والانتقال بين الوادي والقاهرة وكل أنحاء مصر وسيناء".

وبين أن اختيار مناطق الأنفاق يتم مع الأخذ في الاعتبار أن تربط مع طرق رئيسية مثلا مجموعة أنفاق بورسعيد تربط مع الطريق الدولي الساحلي القادم من السلوم بل من ليبيا، أما المجموعة الأخرى فهي قادمة من القاهرة طريق الإسماعيلية الصحراوي حتى الإسماعيلية فطريق تحيا مصر ثم يصل إلى أنفاق شمال الإسماعيلية وسيجد نفسه وسط سيناء التي بها صناعات كبيرة كالأسمنت والجبس والرخام والمحاجر بكل أنواع المعادن والفحم والجرانيت.

وأوضح أنه عندما يتم ربط مناطق التعدين والمحاجر والمصانع بطريق متصل مع الدلتا والوداي بمجموعة أنفاق سيسهل ذلك الحركة من وإلى سيناء.
وأشار إلى أنه يجري الآن تنفيذ مطار دولي في منطقة المليز على طريق الإسماعيلية العوجة الذي يتم تطويره الآن ليكون من مخرج أنفاق شمال الإسماعيلية على الحدود الدولية مارا بمنطقة المليز وسيصبح هناك نقل جوي وليس بري فقط وحركة ركاب بجانب سائحين ورجال أعمال إلى وسط سيناء عبر مطار المليز الدولي.

وأضاف" يتم إنشاء موانىء في تنمية محور قناة السويس ومناطق صناعية وزراعية وتعدينية ومصانع..إن سيناء ستستوعب أكثر من خمسة ملايين مواطن، وستكون فاتحة خير على مصر بإذن الله تعالى".

وبين أن الهيئة الهندسية ستبدأ فورا بالتعاون مع هيئة قناة السويس في تطوير ميناء شرق تفريعة بورسعيد ، وسيتم زيادة أطوال الأرصفة وإنشاء المرافق والبنية الأساسية وتجهيز منطقة ظهير الميناء لتكون منطقة صناعية.

وحول العلاقة بين وجود القناة الجديدة وتأمين سيناء، أكد اللواء كامل ضرورة رؤية تأمين سيناء من منظور شامل وليس عسكري وأمني فقط ..قائلا" أول شىء يؤمن سيناء وجود أكثر من خمسة ملايين مصري ليقيموا بها وعندما ينفذ المصريون العديد من المشروعات الصناعية والزراعية والسياحية بها..فهذا هو التأمين الفعلي وأحسن أسلوب لتأمينها" .

وقال "يتم ترغيب الناس في العيش بها من خلال المشروعات المتنوعة ومشرعات الثروة السمكية وكل هذه الأعمال بدأت بإنشاء قناة السويس الجديدة التي تعد أول مشروع ضمن مشروعات تنمية محور منطقة قناة السويس وسيناء..لقد بدأت التنمية الحقيقية في سيناء منذ بدء أعمال الحفر".

وأشار إلى وجود تنمية بسيناء منذ العام 1973 حتى 2014 حيث إن هناك مشروعات كثيرة تم تنفيذها من خلال القوات المسلحة كبناء المدارس والمستشفيات ومحطات تحلية المياه وكذلك في مجال الإسكان والمخابز ومستودعات البوتاجاز، ولكن تكثيف الأعمال بدأ في 2014 بحفر قناة السويس الجديدة.

وأوضح أن 70ـ 80 % من العاملين في الشركات ال84 من أبناء وأهالي سيناء حيث إنهم يجيدون العمل في أعمال الحفر ولديهم خبرة في هذا المجال، ومن أول يوم حصلوا على مرتباتهم.

وقال" إن تنمية سيناء بدأت بالتزامن مع أعمال حفر قناة السويس وبالتالي تأمينها ، حيث أن هناك عمال ومهندسين وفنيين وأصحاب شركات بالإضافة إلى رجال الأعمال وكل ذلك يعتبر تشجيعا للتنمية والاستثمار بها".

وحول دور الشركات التي تنهي أعمالها، وجه اللواء كامل الدعوة إلى كل شركات مصر والمقاولين والعمال للتوجه فورا إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للعمل في مشروعاتها.

وبين أن هناك مشروعات أخرى حيث إن الهيئة مكلفة بتنفيذ أعمال في مدينة الشيخ محمد بن زايد والعاصمة الإدارية الجديدة وخاصة في البداية (المدينة الحكومية) وتطوير موانىء بورسعيد وميناء العين السخنة وشبكة الطرق (المرحلة الأولى والثانية) بالإضافة إلى الاشتراك مع الوزارات المعنية لاستصلاح المليون فدان الأولى التي هي من إجمالي أربعة ملايين فدان بالإضافة إلى آبار المياه وشبكات الري والطرق.

وأوضح أن الهيئة بدأت أيضا في تنفيذ ثلاث قرى في إطار الريف المصري الجديد الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسيدشن مشروع المليون فدان يوم افتتاح قناة السويس الجديدة.

وأشار إلى أن عدد الشركات العاملة حاليا في منطقة القناة تبلغ 220 شركة، (84 التي اشتركت في المشروع وشركات الإنشاءات في الإسماعيلية الجديدة)، بالإضافة إلى 80 شركة عاملة في مشروع شبكة الطرق أي 300 شركة، هذا بالنسبة للقناة والطرق.

وبين أن هذا بالإضافة إلى الأعمال لإنشاء المستشفيات في كل الأماكن، والكباري التي نفذت على كل المزلقانات والأنفاق والمدارس والإسكان الاجتماعي والمتوسط..كل هذه مشروعات عملاقة تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بشركات مصرية..قائلا" لا نستعين بصيني ولا فلبيني ولا ماليزي للعمل في مصر ومصرون على مساعدة الشركات المصرية لأنها بلادهم".

ودعا كل الشركات المصرية التي شاركت في المشروعات إلى الاستمرار..مخاطبا المقاولين بقوله" لاتقلقوا اشتروا معدات وخلاطات أسفلت وخرسانة وطلمبات ضخ خرسانة..أهلوا عمالكم ومهندسيكم لأن العمل كثير جدا".

وأوضح أن مشروع الإسماعيلية الجديدة مثلا يحتاج إلى مائتي شركة لكي يعملوا في وقت واحد ولكن الموجود حاليا 126 شركة فقط..مضيفا أن صناعة المعمار صناعة كثيفة العمالة وتحرك البلد بأكملها حيث تعمل مصانع الأسمنت والسيراميك والبويات والأخشاب والأثاث والزجاج وغيرها...كلها صناعات تقوم على الإنشاءات.

وقال اللواء كامل، في رده على سؤال حول كيف أن الكل انصهر في بوتقة واحدة وانصب في ساعد واحد تحت قيادة حكيمة وإدارة واعدة، "إن مشكلة أي مشروع تكمن في الإدارة والإمكانات..إدارة تصمم وتخطط وتشرف على التنفيذ وتحل مشكلات الشركات والعناصر العسكرية أوالكتائب الخاصة بالطرق والإنشاءات إن كانت تشترك معها، بالإضافة إلى الإمكانيات".

وأضاف" إذا كان لدينا شركات ومعدات قوية ومقاولون يحبون بلادهم وكتائب إنشاءات وطرق قوية مجهزة ومسلحة ولديها معدات هندسية ذات إنتاجية عالية وأطقم تقدم التأمين الفني لها في التوقيت المناسب، وكانت هناك إدارة واعية وحكيمة تخطط جيدا، فإذ اجتمع الاثنان وبات هدفهم واحد (العمل في مشروع قومي يقدموه لبلدهم) تحت مظلة أجهزة الدولة ورئيس دولة يعرفون أنه قدوة لهم..فلماذا لا ننصهر في بوتقة واحدة".

وتابع" كلنا نعمل..أنا كلواء مدير المشروع وزملائي سواء عمداء أو عقداء أو جنود مهندسين يعملون في تخصصاتهم سواء إنشاءات أو طرق أو صرف صحي أومياه أو كهرباء، بالإضافة إلى أصحاب الشركات المصرية الوطنية، طالما كلنا هدفنا واحد وتسود المحبة بيننا ومقتنعين بقائدنا سنساعد بعض حتى نصل إلى هدفنا..مشيرا إلى أنه يتواجد دائما في أرض المشروعات مع العمال لتذليل أية صعوبات وحلها فورا"، وهذا بالفعل ما رصدته مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وبين اللواء كامل أن العامل المصري البسيط رجل طيب جدا، لذا فإنه يتعامل معه بإنسانية شديدة ويفضل تناول الطعام معهم وأصحاب الشركات..مؤكدا ضرورة الالتزام بالقدوة الطيبة.

كما أكد أنه تم خلق جو أسري بين العمال والقيادات لكي يحبوا العمل، كما يتم إلزام الشركات بصرف المرتبات كل أسبوع..فالإدارة تعتبر فن وإنسانية.

وأشاد بدور الوزارات كافة التي تكاتفت لدعم المشروع لاسيما القوى العاملة والأوقاف والصحة، مضيفا"بالنسبة لوزارة الصحة فقد شاركت بسيارات إسعاف ومستلزمات طبية وغرف جراحة، والقوى العاملة شاركت ببطاطين وكرفانات وملابس للعمال وغيرها…".