"غالي" تحت سيطرة الإقطاع ببنى سويف.. الفلاحون: سقطنا من ذاكرة المسئولين ونعمل بالسخرة منذ 60 عامًا


2-11-2013 | 13:43


بنى سويف – محمد سيد

يعانى الفلاحون وأهالى قرية نجيب غالى التابعة لمركز ببا ببنى سويف أشد المعاناة بعد أن ظلت تحت سيطرة الإقطاعيين منذ بداية القرن الماضى حتى وقتنا هذا دون رحمة، فتلك العزبة كانت إحدى الإقطاعيات القديمة لأجداد عائلة بطرس غالى، قابعة بالعزبة لتذكر الجدود بالحقبة الزمنية التى تعرض فيها أهالى القرية للظلم والاضطهاد.

لذلك فإن غالبيتهم لا يمتلكون أرضا للزراعة مع أن الأراضى الزراعية تحيط بهم من كل مكان وذلك لقيام مالكى الأرض من الإقطاعيين بالتبرع بالأرض كوقف للكنيسة قبل صدور قرارات الإصلاح الزراعى عقب ثورة يوليو لحرمان الفلاحين من تملك الأراضى التى رووها بدمائهم، كما آلت ملكية منازلهم لصالح الهيئة العامة للإصلاح الزراعى التى تحصل منهم الإيجار من وقتها حتى الآن.



فى البداية يقول حنفى محمود - فلاح: قام الإقطاعيون من عائلة بطرس غالى إبان ثورة يوليو بوقف الأراضى الزراعية الخاصة بهم للكنيسة بآلاف الأفدنة فظلم الكثير من الأهالى فى توزيع أراضى الإصلاح الزراعى بعد ثورة يوليو.

كما آلت بيوتنا التى لم يستطع الإقطاعيون التبرع بها إلى هيئة الإصلاح الزراعى وما زال غالبية الأهالى يسددون الإيجار للهيئة إلى الآن على الرغم من أننا طالبنا بضرورة إعفائنا من ذلك، وتملك تلك البيوت، ولكن دون جدوى، بل على العكس يقوم مسئولو الإصلاح الزراعى بتحرير محاضر ضد المتأخرين والحجز عليهم مع أن أكثر أهل البلدة من العاملين باليومية.

ويضيف محمود عبدالفتاح - مأذون القرية: تعرضت العزبة للتهميش خلال فترة حكم النظام السابق حيث حرمت القرية من اى مرافق خدمية أو تعليمية وصحية مقارنة بعدد سكانها الكبير كما منع بناء المدارس على أرض عزبتنا، وأدى بعد المسافة لأقرب مدرسة إلى زيادة نسبة التسرب من التعليم لدرجة ان نسبة الحاصلين على مؤهلات عليا لا يتجاوز نسبة 1% من عدد السكان وبالتالى انتشار الجهل والأمية بين افرادها وهو الخطر الأكبر الذى نحاول القضاء عليه من خلال الجيل الحالى.

ويشير محمود محمد - مهندس زراعى الى مجهودات الأهالى الخارقة لحل مشكلاتهم بعد أن همشوا لسنوات تعدت 60 عاما حيث عكف مجموعة من المتعلمين من خيرة شباب القرية على تأسيس جمعية لتنمية المجتمع المحلى بالقرية بهدف حمل مشاكل القرية على كاهلهم وحلها ووضع خطه نحلم فيها بعمل مشاريع تنموية تساعد الاهالى على العمل وكسب لقمة العيش بدلا من اعطائهم مساعدات مباشرة تنتهى سريعا على طريقة (لا تعطنى سمكة ولكن علمنى كيف اصطاد)، وكذلك للقضاء على مشكلة الأمية والتسرب من التعليم من خلال عمل مدرسة ابتدائى وإعدادى.