"واشنطن بوست": المجتمع الدولي تخلى عن تركيا التي تكافح لاحتواء أزمة اللاجئين السوريين


8-9-2012 | 23:12


أ ش أ

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تركيا التي تقود حملة دولية واسعة للتنديد بجرائم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تخلت عنها الولايات المتحدة والقوى العالمية، وسط احتدام الصراع داخل الأراضي السورية وتفاقم أزمة تزايد أعداد اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية.

وأشارت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت-إلى إنه مع تزايد الدعوات التركية الحالية لإيجاد مأوى للاجئين السوريين، وسط تخاذل المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة، تحاول تركيا جاهدة إيواء ما يقرب من 80 ألف لاجئ سوري في أراضيها.

وتابعت مشيرة إلى أن الحكومة التركية أنشأت ما يقرب من 11 ألف معسكر إيواء لاجئين على طول شريطها الحدودي مع سوريا، وتقوم أيضا بإنشاء المزيد من معسكرات الإيواء للوافدين الجدد.

وذكرت الصحيفة أن المسئولين الأتراك قاموا بإعداد ملف عن أزمة اللاجئين السوريين وأرسلوه إلى وزارة الخارجية الأمريكية قبل أسبوعين من الزيارة التى قام بها الوفد الأمريكي نهاية الشهر الماضي للاجئين السوريين على الحدود التركية.

ونقلت الصحيفة عن مسئول تركي بارز مطلع على ملف أزمة اللاجئين السوريين -رفض ذكر اسمه- لقد أحاط بالوفد الأمريكي العديد من اللاجئين السوريين مطالبين بإنشاء مناطق آمنة محظورة الطيران لهم داخل سوريا، بيد أن الوفد الأمريكي برئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رد على المطالبات السورية بإنشاء منطقة محظورة الطيران، بأن الأمر قد يتطلب التدخل الأجنبي العسكري وهو الأمر الذي لاتعتقد الولايات المتحدة في جديته.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون عادت وطالبت الحكومتين التركية والأمريكية بإجراء محادثات ثنائية أخرى للتنسيق بين الجانبين تجاه أزمة اللاجئين السوريين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير مركزالبحوث الإستراتيجية في جامعة "زيرف" التركية جوكان باسيك قوله "تحتاج تركيا إلى الدعم الأمريكي في هذا الشأن بشدة"، إلا أنه استبعد أن تقوم واشنطن بدعم أنقرة في هذه الأزمة".

ونوهت الصحيفة إلى تزايد أصوات المعارضة داخل البرلمان التركي ، لإيواء الحكومة التركية للاجئين السوريين والثوار وعناصر المعارضة، وهوالأمر الذي يثيرالمخاوف لدى المعارضة التركية من احتمالية قيام هذه العناصر بعمليات إرهابية تهدد أمن البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف داخل تركيا من امتداد الصراع الطائفي السوري بين العلويين الموالين لنظام الأسد والثوارالسوريين في المناطق الحدودية شرقي تركيا، فضلا عن تزايد الهجمات التى تشنها مجموعات من المقاتلين الأكراد داخل الأراضي التركية والذين يتلقون الدعم من قبل النظام السوري.

وأعادت الصحيفة إلى الاذهان في ختام تقريرها أن سوريا لم تكن مصدرا للمشاكل أوالمخاوف الحدودية لتركيا، على العكس، كانت العلاقات منتعشة بين البلدين على المستوى الاقتصادي والسياحي والتجاري، إلا أن الوضع تغير تدريجيا بين أنقرة ودمشق بعد تفاقم أعمال العنف التى أعقبت الثورة السورية، لافتة إلى أن تركيا تأوي في الوقت الراهن الكثير من عناصرالمعارضة السورية، والثوار والجنود المنشقين عن الجيش السوري النظامي.