علماء دين واجتماع: دعوات التعدد "جهاد من أجل الزوجة الرابعة".. ولا علاقة لها بالسنة أو الشريعة


1-8-2012 | 19:33


نجوى درديرى

فى الوقت الذى تنادى فيه الجهات المعنية بحقوق المرأة، وأهمية وضع مواد فى الدستور الجديد تحفظ لها هذه الحقوق، شاعت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى "بوستات" تحث الرجال على تعدد الزوجات، وقد برر من كتبهوها ذلك بقولهم "هلموا لإحياء سُنة الرسول الكريم".

وأضافوا أن الشريعة الإسلامية أحلت هذا التعدد، وأنه على الرجال المسلمين إحياؤه، طالما أن الرجل لديه القدرة المادية على "فتح أربعة بيوت" أو جمع الزوجات الأربع فى بيت واحد.

وقد جسدت الدراما هذه الصورة وأبرزتها، وكان آخرها مسلسل "الزوجة الرابعة"، الذى يحاول أن يُجمل الصورة، ويبرزها بشكل يبهر بعض الرجال لاتخاذ الخطوة نحو تعدد الزوجات.

من جانبها وصفت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق، ما يحدث الآن من محاولة نشر ظاهرة تعدد الزوجات من خلال المواقع الاجتماعية والدراما، ومحاولة ربطه بالشريعة الإسلامية، بالشيء الزائف و"الماسخ" وإعطاء نزعة تبريرية للرجال المقتدرون ماديًا على الجمع بين أكثر من زوجة ليس تحقيقًا لشروط الشرع، لكن لتحقيق رغباتهم ونزواتهم الجسدية.

وأشارت إلى أن الرجال المقتدرين الآن انطلقت أحلامهم من إطار تبديل السيارة والفيللا على الساحل الشمالى إلى الزواج من امرأة أخرى للمتعة، وفى الغالب تكون فتاة صغيرة مقهورة، ظروفها المادية بسيطة، والعنوسة والأسباب الاقتصادية وراء لجوء العائلات لتزويج بناتهن بهذه الطريقة، وهذا ما يمكن اعتباره استغلال للشرع، ويمثل إضعافا للمرأة ونزعا لحقوقها.

اتفقت معها فى الرأى، الدكتورة سامية الساعاتى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، واستبعدت أن يكون الفكر الإسلامى الصحيح مسئول عن هذه الظاهرة -على حد قولها– مشيرة إلى أن هناك فرقًا بين الفكر الإسلامى وفكر المتأسلمين، الذين يغلفون رغباتهم بالشريعة الإسلامية.

واستشهدت الدكتورة سامية الساعاتى، بالحديث الشريف قائلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم"إن الدين متين وقوى فأوغل فيه برفق"، فى تعقيب لها على زعم البعض بإحياء سنة تعدد الزوجات، ونشرها فى المجتمع مستغلين شرع الله والذى أُحل بشروط.

واستنكرت الساعاتى، الدور الذى تقوم به الدراما المصرية فى نشر هذه الصورة وذلك من خلال المسلسلات والتى لها عظيم الأثر على المشاهد، مشيرة لمسلسل"الحاج متولى "وأيضا مسلسل "الزوجة الرابعة" الذى تعرض حلقاته رمضان الحالى.

فيما اختلف معهن الدكتور عبدالله سمك، مؤكدا أنه لا ضير فى أن الرجل المقتدر يتزوج من فتاة صغيرة، طالما أن هذا لا يفسد الشرع، موضحًا أن التعدد يحقق حماية للمرأة من الضياع أمام زيادة أعداد النساء غير المتزوجات، مشيرًا أن الشرع أعطى شروطًا للرجل لتعدد الزوجات، على أساس أن التعدد مشروع، ولكنه مقيد بشروط وهى العدل، والقدرة بين الزوجات والقدرة على النفقة و"فتح بيت"-حسب وصفه-، مشيرًا إلى أن الإسلام راعى فى التعدد مراعاة المصلحة، ولم يفتح باب التعدد لانتهاك حرمات الله أو ضياع البيوت وتشريد الأولاد.

وأشار سمك إلى أن الدرسات الاجتماعية أحصت أن عدد الإناث أكثر من عدد الذكور مما ساعد فى تضاعف مشكلة العنوسة للفتيات، بينما اختلفت معه فى ذلك، الدكتورة هدى زكريا، حيث أشارت إلى أن المركز القومى للبحوث فضح حقيقة الأرقام التى تشير بعنوسة الفتيات، وأكد أنه مقابل كل فتاة لم تتزوج شابان لم يتزوجا، وبالتالى، فإن هذه التقارير ترجع العنوسة للشباب وليس للفتيات.

وفى الوقت نفسه دعا الدكتور سمك، الرجل المقتدر إلى أن يجتهد بتزويج الشباب، والمساعدة فى تزويج البنات، والمساهمة فى حل مشكلة العنوسة، خصوصًا إذا لم يكن هناك داعٍ للتعدد.

وسخرت الدكتورة هدى زكريا من دعوة "الرجل المتأسلم" –حسب وصفها- من رغبته بإحياء سنة تعدد الزوجات قائلة، إنه يناضل من أجل "متعته" وليس من أجل الإسلام، بإعطائه حقًا شرعىًا كتبرير بالتعدد، واستنكرت أيضا المسلسل الرمضانى"الزوجة الربعة"مشيرة بأن هذه الأعمال تثير اللغط داخل المجتمع المصرى وتساهم بشكل أساسى فى نشر تعدد الزواج.