الإعلام السعودى: الرئيس الجديد أمامه تحديات هامة في ظل عدم وجود برلمان أو دستور دائم


25-6-2012 | 16:02


جدة – نصرزعلوك

حظي إعلان فوز الدكتور محمد مرسي، برئاسة مصر، بعد سباق استمر لشهور وفي أجواء مشحونة باهتمام الإعلام السعودي بكل أنواعه فقد تم نقل وقائع المؤتمر علي الهواء مباشرة في محطات الإذاعة وموجات "الإف إم" وفي قنوات التليفزيون الأرضي والفضائي.

واحتل نبأ فوز مرسي صدر النشرات الإخبارية والبرامج السياسية الإخبارية والرسائل الإخبارية من القاهرة.

كما خصصت قناة الإخبارية السعودية فترات مفتوحة لتحليل فوز مرسي مع عرض لمشاهد حية من ميدان التحرير وانفجار الفرحة الغامرة من أنصار محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة وعرض فقرات مطولة من مظاهر الفرحة بفوز مرسي في التحرير، كما عرضت قنوات التليفزيون والصحف السعودية السيرة الذاتية لمحمد مرسي ومراحل حياته العلمية والعملية واهتم الإعلام السعودي بالإشارة الي أن محمد مرسي كان عضوًا بالبرلمان في انتخابات عامي 1995 و2000 وأنه صاحب أكبر استجواب في هذه الفترة والذي كان يتعلق بكارثة قطار الصعيد المخترق.

وأكد الإعلام السعودي أن مرسي استطاع أن يقدم نفسه كمدافع عن أهداف الثورة، كما أبرز الإعلام السعودي تهنئة المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، لمحمد مرسي رئيس الجمهورية الجديد.

واستضاف التليفزيون السعودي عددًا من المحللين والكتاب الصحفيين من سعوديين ومصريين للتعليق علي فوز محمد مرسي، ولم تخرج تعليقاتهم عن أن التوافق هو الوسيلة الوحيدة، ولا حل غيره لكي تعبر مصر هذه المرحلة وأن الرئيس الجديد أمامه تحديات مهمة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وأوضاع إقليمية أصعب وأوضاع سياسية لاتقل صعوبة في ظل عدم وجود برلمان أو دستور دائم-.

وأن فوز مرسي أكد أن قضاة مصر واللجنة العليا للانتخابات مستقلون ولايمكن أن يحيدوا عن الحق وعلي الرئيس الفائز أن يعلن انفصاله عن جماعة الإخوان وأنه رئيس لمصر كلها فالإخوان ألان أمام تحدٍ مصري وعربي مهم وهو أما أن تكون مصر في عهدهم نموذج ناجح للديمقراطية العربية الوليدة أو أن تكون نموذجًا فاشلًا لدول الربيع العربي والإخوان مطالبون بعدم المبالغة في المطالب لأن مسئولية البناء الآن أصعب.

وعلي الرغم من عدم صدور أي رد فعل رسمي أو حكومي سعودي حتي إعداد هذا التقرير، إلا أن الصحف السعودية الرسمية والتي تعبر إلي حد بعيد عن وجه نظر الحكومة تناولت فوز مرسي وذلك علي النحو التالي :

أوضحت صحيفة "المدينة" أن مصر طوت بالأمس صفحة هامة من كتاب الرئيس السابق حسني مبارك، واختار شعبها تفويض د. محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، رئيسا لأربع سنوات مقبلة، في مرحلة من أصعب وأدق مراحل التاريخ المصري الحديث..

وأشارت الصحيفة إلى أن أول مهمة للرئيس محمد مرسي يجب أن تكون إعادة الوحدة الى الصف الوطني، والتأكيد على أنه رئيس لمن اختاروه ولمن صوتوا لمنافسه، وكذلك فإن عليه أن يقترب أكثر من رؤية شعب أقدم دولة في التاريخ.

واعتبرت صحيفة "البلاد" أنه بإعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية بالأمس، يسدل الستار عن أول انتخابات رئاسية مصرية تفوز بها مصر والشعب المصري الشقيق بغض النظر عن هذا المرشح أو ذاك، للولوج إلى مرحلة تاريخية جديدة نحو الاستقرار والبناء.

ومن جانبها أكدت صحيفة "الوطن" أن فوز مرسي كأول رئيس مصري منتخب بنسبة 51,73% مقابل 48,27% لأحمد شفيق، ينزع الشك الذي حام حول عمل اللجنة العليا للانتخابات، والتي سبق للإخوان المسلمين التشكيك في نزاهتها في أثناء الجولة الثانية، كما أن هذا الفوز يقطع كل التكهنات التي ترمي إلى أن فلول النظام السابق يتواطأون على الثورة ويلتفون حول الانتخابات للعودة إلى سدة الحكم.
فيما أبرزت صحيفة "اليوم" أن المخاوف على مصر كثيرة خصوصا أنها في أول درجات سلم الديمقراطية وفيها يمكن اختبار خيار الناخب إذا عرفنا أنه مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان وهي التي انتقلت من صفوف المعارضة لأول مرة في تاريخ العرب إلى كرسي الحكم..

كما أبرزت صحيفة "الشرق" أن الدكتور محمد مرسي، أول رئيسٍ مدني لمصر بعد ستة عقود عسكرية، يتسلم تركةً ثقيلة، فبلاده مثخنة بالجراح السياسية والاقتصادية، والميادين مازالت ممتلئة بالغاضبين من المجلس العسكري وإعلانه الدستوري المكمل، والأمن غائب في الشوارع والقرى، والاقتصاد مستمر في التراجع، والعلاقات الخارجية لمصر أضحت ضعيفة تأثراً بعامٍ ونصف العام انكفأ فيها المصريون على أنفسهم لحل أزماتهم الداخلية.

أما صحيفة "عكاظ" فأوضحت أنه بإعلان الرئيس الجديد الفوري عن أنه لا تصفية ولا إقصاء لأحد.. ونعم للمصالحة.. ولتعزيز الأمن والاستقرار، فإن مصر تكون قد انتصرت على الكثير من الأخطار المحدقة بها بالإعلان عن حسن النوايا.. والتوجه بها إلى المستقبل الجديد في ظل دولة مدنية ترعى حقوق الجميع.. وتحتضن الجميع.