رويتر: أقباط يتخوفون من انتخاب الإسلاميين للرئاسة في مصر


16-5-2012 | 16:16


رويترز

اشتكى أقباط مصر من التمييز في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لكن مخاوفهم قد تتفاقهم إذا فاز مرشح إسلامي بانتخابات الرئاسة التي تجري الأسبوع القادم وأكبر شكوى للأقباط ومصدر أغلب أعمال العنف الطائفي في مصر هي تشريع يسهل بناء المساجد ويصعب بناء كنائس أو حتى ترميمها.

ولا يحتاج بناء مسجد جديد سوى تصريح من أجهزة الحكم المحلي، أما بناء الكنيسة فيتطلب أعمالًا ورقية إضافية بل ويجب أن يوقع على إقامتها الرئيس بنفسه وهي مهمة أوكلها مبارك للمحافظين في نهاية المطاف.

ويتعشم الناخب القبطي مدحت ملاك أن تتغير هذه القواعد التي تنطوي على تمييز إذا فاز الرئيس الذي سيدلي بصوته له وهو الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك وقائد القوات الجوية سابقًا.

وهو يخشى أن يصعب فوز رئيس إسلامي حياة الأقباط الذين ينحون باللائمة على السلفيين في هجمات تعرضت لها كنائس بعد الإطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية قبل 15 شهرًا.

وقال ملاك (33 عامًا) الذي كانت الكنيسة التي يتردد عليها بالقاهرة محور خلاف بشأن ما إذا كانت حصلت على الترخيص اللازم "سياسات الإسلاميين بشأن المسيحيين غامضة ومن الممكن أن يقيدوا حرياتنا لكسب شعبية بين المتزمتين من المسلمين على حسابنا."

وقال مسئول كبير بالكنيسة القبطية الارثوذكسية إن هناك ستة ملايين قبطي بين 50 مليون ناخب يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تجري في 23 و24 مايو وتجري جولة الإعادة بها الشهر القادم إذا لم يفز أي من المرشحين بنسبة تتجاوز الخمسين في المئة بالجولة الأولى.

وإذا صوت المسيحيون ككتلة -وهو ما قد لا يحدث- فإنهم قد يساعدون في تغيير مسار السباق الذي لا يمكن التنبؤ بنتائجه والذي يمثل إسلاميون أو رجال خدموا في عهد مبارك مرشحيه الرئيسيين.
ولم يحسم الكثير من الناخبين أمرهم، لكن إذا ما سئل قبطي عمن يفضله فإنه يسارع ليعلن أنه يفضل شفيق أو عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الذي كان وزيرا للخارجية في عهد مبارك.

والاثنان مسلمان -مثلهما مثل بقية المرشحين الثلاثة عشر جميعا- وكانا جزءا من عهد مبارك حين كان المسيحيون يشكون من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية في أماكن العمل وغيرها.

لكن الأقباط يشعرون تجاههما بقدر من الارتياح أكبر مما يشعرون به إزاء الإسلاميين مثل محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين أو العضو السابق بالجماعة عبد المنعم أبو الفتوح على الرغم من محاولات الأخير التودد لليبراليين والسلفيين الذين أعلن قادتهم تأييدهم له.

ولا يكتمل مؤتمر انتخابي دون توجيه نداء "لكل المصريين مسلمين ومسيحيين" لكن وضع المسيحيين ومسألة الشريعة الإسلامية من القضايا الساخنة في البلاد التي تناضل لتصوغ هويتها وتطلعاتها الجديدة.

وخلال مناظرة تلفزيونية ضمن الحملة الانتخابية سأل موسى أبو الفتوح عما إذا كان للمسلمين الحق في التحول إلى اعتناق المسيحية، قال أبو الفتوح إن المسلم الذي يفعل هذا يمهل ثلاثة أيام للاستتابة قبل إقامة الحد عليه وإن بعض الفقهاء يرون أن الاستتابة يمكن أن تمتد طوال الحياة.

وقال بيتر النجار وهو محام ترافع كثيرا عن الكنيسة ومسلمين اعتنقوا المسيحية ويريدون أن تعترف الدولة بتغيير ديانتهم إن جميع المرشحين الإسلاميين للرئاسة بمن فيهم أبو الفتوح ليسوا واضحين على صعيد القضايا المرتبطة بالأقليات والمسيحيين.

وأضاف أن المسيحيين مازالوا لا يعرفون ماذا سيفعل الإسلاميون معهم اذا تولوا الحكم مشيرا الى تغيير الديانة وبناء الكنائس باعتبارهما اكثر القضايا الطائفية حساسية.

ويرى كثير من الأقباط أنه ربما يكون قد فات الأوان، فقد هاجر كثيرون، ويقول آخرون إنهم سيتركون مصر التي توجد فيها أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط وواحدة من أقدمها.