بعد عودة ضيوف الرحمن.. الحج السياحى بين الشاكرين والناقمين


14-11-2011 | 18:38


داليا فاروق

بعد عودة آخر افواج الحج السياحى اليوم وتصريحات وزيرالأوقاف عن عدم رضائه عن مستوى الخدمات التى تقدمها بعثات الحج فى حين أعلن اليوم أحمد الخادم رئيس بعثة حج السياحة، أن تنفيذ الحج السياحى هذا العام تم بنجاح منقطع النظير وبنسبة تفوق الأعوام الماضية.

وانتقد عدد من أعضاء الجمعية العمومية لشركات السياحة أنفسهم أداء الشركات المنظمة للحج بسبب رفع الأسعار بصورة غير مبررة.

فقد أوضح أحمد الخادم مستشار وزير السياحة و رئيس بعثة الحج السياحى أن السبب الرئيسى فى النجاح الكبير الذى حققه الحج السياحى هذا العام هو التزام شركات السياحة المصرية بتعاقداتها وبرامجها المعلنة مسبقاً وأكد على أن البلاغات الواردة لبعثة السياحة كانت قليلة جداً بالمقارنة بالأعوام السابقة وتم معالجتها فورياً بمكة والمدينة بما يحقق مصلحة الحجاج وراحتهم.

وأفاد أن عدد المحاضر التى تم تحريرها لشركات السياحة هى محضرين فقط، فيما بلغ عدد الوفيات ستة عشر حالة كلها طبيعية بالإضافة إلى مفقود واحد.

علل الخادم نجاح موسم الحج السياحى بهذه الصورة الكبيرة بارتفاع مستوى الإقامة والوجبات لحجاج السياحة، حيث أقام 70% منهم فى أماكن إقامة من مستوى 5 ، 4 ،3 نجوم.وكذلك قرب أماكن الإقامة من الحرم المكى والحرم النبوى الشريفين بالإضافة إلى استخدام أحدث الأتوبيسات فى التنقلات بين المشاعر المختلفة موجها شكر خاص لمشرفى شركات السياحة والذى بلغ عددهم أكثر من ستمائة مشرف على الجهود التى بذلوها لراحة وسلامة حجاج السياحة.

وصرح أن المشاكل التى واجهت الحج بأنواعه هذا العام كانت مشاكل عامة تتعلق بتنظيم المرور وتفويج الحجاج مابين عرفات ومزدلفة ومنى ومكة وكذلك تنظيم تفويج الحجاج إلى المدينة المنورة للزيارة بعد أداء مناسك الحج ، وهى مشاكل تعرض لها جميع الحجاج من جميع الجنسيات.

وأشار الخادم إلى أنه لا مجال للمقارنة بين الحج السياحى وحج القرعة أو الجمعيات حيث إن الحج السياحى يتميز باستخدام أفضل أماكن الإقامة وأقربها للحرمين، كما يتميز بقلة كثافة عدد الحجاج فى غرف الإقامة بالمقارنة بأنواع الحج الأخرى وهو ما يؤدى إلى توفر وسائل الراحة بشكل كبير لحجاج السياحة .و اضاف انه تم عقد لقاء لأعضاء بعثة السياحة مع السيد وزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج الرسمية بمنى وأنه قد تم تناول موضوع إنشاء هيئة عليا للحج.

وتابع أن وزير الأوقاف أكد للحاضرين أن هذا الموضوع مازال فى إطار التفكير وإنه لم يتخذ أى قرار بشأنه وأنه سوف يدعو لإجتماع موسع فى القاهرة لبحث هذا الموضوع من كافة جوانبه وبما يراعى مصلحة كافة الأطراف بما فيها شركات السياحة المصرية.

وأضاف أحمد الخادم أنه قد طالب السيد وزير الأوقاف ورئيس البعثة الرسمية بضرورة احترام القانون الذى أعطى شركات السياحة المصرية وحدها دون غيرها حق تنظيم الرحلات فى الداخل والخارج وأن هذه الشركات تعمل فى تنظيم الحج السياحى بنجاح منذ سنوات طويلة.

كما أكد رئيس وأعضاء غرفة شركات السياحة الموجودين على استطاعة شركات السياحة المصرية تنظيم حج القرعة والجمعيات بأسعار منافسة جداً مع تقديم خدمات أفضل فى نفس الوقت.

أما على جانب آخر فقد انتقد أعضاء من الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة آداء شركات السياحة فى الحج العام الحالى والتى جاءت مخيبة للآمال بصورة كبيرة تمنع معها الهدف الأساسى للشركات فى السيطرة على حصة الحج المصرية بالكامل وضم حج القرعة والجمعيات إلى حصة السياحة.

وطالب الأعضاء مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بمحاسبة لجنة السياحة الدينية بالغرفة من أجل إعادة السياحة إلى ارتباطها بالشارع المصرى بدلا من الدعوات بسحب تنظيم الحج إلى جهات أخرى مثل دعوة وزير الاوقاف بتشكيل جهة محايدة لتنظيم الحج نظرا للمستوى السيىء لبعثات الحج الثلاث العام الحالى. ورفض أعضاء الجمعية العمومية الحجج التى ساقتها بعض الشركات حول ارتفاع أسعار الخدمات والتى تضمنت فى الحج كراسى المساج والجاكوزى، مشددين إن تلك الخدمات تثير الشعب ضد الشركات لأن الأصل فى الحج أداء المناسك وتوفير سبل الراحة لأداء تلك المناسك، وهو ما يؤكد إن شركات السياحة ضد حج الغلابة ويريدون زيادة أرباحهم فقط.
وأكدوا إن هناك حوالى مائتى شركة سياحة معروفة فى القطاع بالكامل تتاجر فى تأشيرات الحج، وهناك العشرات من الشركات الكبيرة التى تسيطر على عملية التنظيم وتشترى تلك التأشيرات ، وهو ما يؤكد إن الشركات المحتكرة التنظيم أضرت بسمعة الحج السياحى لانها قامت بحساب التأشيرة فى برنامج الحج بحوالى عشرين الف جنيه دون مبرر واضح رغم الحصول على التأشيرات بالمجان من السعودية . وأوضحوا إن كافة التصرفات التى جاءت الموسم الحالى كانت تصب فى مصلحة إنشاء هيئة عليا للحج والعمرة أو هيئة محايدة تتبع وزارة الأوقاف لتوزيع التأشيرات على المواطنين بالمجان وهو ما يوفر فى البرنامج ثمن التأشيرة الذى لو تم خصمه من سعر البرنامج يصل الحج إلى عشرين ألف جنيه للمستويات المتوسطة وهى ذات الأسعار الخاصة بالجمعيات الأهلية غير الهادفة للربح.

وطالب أعضاء الجمعية العمومية لشركات السياحة بيانا واضحا من لجنة السياحة الدينية حول حملة التوعية لحجاج السياحة والتى تردد أنها وصلت تكلفتها إلى ستة ملايين جنيه تم إنفاقها خلال الشهر الأخير قبل الحج وكان الحجاج جميعا قد سافروا بالفعل وهو ما يعنى إن تلك الحملة جاءت لأهداف ليس من بينها التوعية.

وأشار الأعضاء إلى أن هناك مصروفات عديدة كان الأولى تخصيصها لدعم برامج الحج وتخفيضها أو العمل على تخفيض المكاسب التى تحققها الشركات من أجل إقناع الشارع بتحمل شركات السياحة تنظيم حصة الحج السياحى بالكامل بما فيها حج الغلابة الذى تنظمه وزارة الداخلية والجمعيات الأهلية.

وأكد الأعضاء إن الحملة الإعلامية التى نفذتها شركات السياحة لتشويه حج القرعة وحج الجمعيات الاهلية فشلت تماما فى تحقيق أهدافها نتيجة لأطماع الشركات المنظمة للحج فى تحقيق أرباح طائلة فى موسم الحج، وهو ما أدى فى النهاية إلى عدم ثقة الشارع فى شركات السياحة بصورة أكبر مما كانت قبل الثورة التى جاءت لتصحيح الكثير من الأوضاع ومراعاة محدودى ومتوسطى الدخل.