يعود اليوم الوفد المسرحي المصري إلى مصر قادما من الجزائر ، بعد أن أسدل الستار ليلة أمس على فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الوطني الجزائري للمسرح المحترف، الذي شاركت في فعاليته مصر بمسرحية البروفة الأخيرة وكرمت الجزائر في ختام المهرجان المخرج المصري سامح مهران.، وأكد نجوم مصر على سعادتهم بحفاوة الاستقبال والترحاب الذي يدل على عمق العلاقات بين البلدين.
موضوعات مقترحة
وكان الوفد المصري حل ضيفا على صحيفة "الفجر"الجزائرية،قبل يوم من اختتام المهرجان، في زيارة أخوية، تحدث فيها الوفد المصري عن ثورة 25 يناير ودور السينماالمصرية في دعم جهود شباب ثورة 25 يناير للنهوض بمصر.
واستقبل صحفيو الفجر بكل ترحيب النجم المصري رياض الخولي وكل من نجوم مسرحية البروفة الأخيرة من المخرج سامح مهران و الممثلة وفاءالحكيم و جلال عثمان والممثل عبدالرحيم حسن،
وأوضح بطل فيلم جمال عبد الناصر أنه يتمنى أداء أعمال يشارك فيه النجوم الجزائريون ووجه رياض الخولي عبر صفحات الفجر دعوة إلى فناني الجزائر الشباب للمشاركة في الأعمال والمسلسلات المصرية و قال الخولي :" أهلا بالفنانين الجزائريين معنا في المسلسلات".
وقال الخولي إن المسرح الجزائري مسرح متقدم وفعال وقريب جدا من الجمهور، مشيرا إلي أن مهرجان المسرح الوطني المحترف مثل له فرصة قيمة للتقرب أكثر من الفنانين الجزائريين الشباب و الأعمال الجزائرية التي لمس فيها إبداعا و أداء متميزا يتم بطريقة واعية
وقال الخولي: "العروض الجزائرية كانت جيدة " وأوضح الخولي أن هناك ضرورة ملحة لتجاوز مرحلة الخلافات الكروية و قال إن من أساؤا للجزائر كانوا يعتقدون بأن الثورة لن تقوم
وقال: "لا بد أن تذهب تلك الفترة إلى مزبلة التاريخ بلا رجعة"وأي كان القادم فن يكون أسوء مما كان " مشيرا إلى ثورة 25 يناير فاجأت الجميع رغم أنها في الحقيقة مجموعة تراكمات لأزمات انسانية وسياسية و فكرية خلفها نظام مبارك".
وعن الثورة المصرية و تطورات الأحداث و ما أطلق عليه اسم القائمة السوداء للفنانين قال الخولي :"إذا ما حسبنا عدد الفنانين المغضوب عليهم اليوم فلن نجدهم يتعدون 10 فنانين، الناس في الأول كانت لا تعرف شيئا عن هذه الثورة، والكل حسبها وقفة وستمر خاصة وأنّ الذين بدأوا فيها هم عدد قليل من الشباب، لذلك الكل كان يتوقع انتهائها، لكن مع مرور الأيام تم التيقن من أنها ثورة حقيقية لذلك فقد انخرط فيها الجميع حتى الذين رفضوا في الأول الدخول فيها، سواء فنانين أو كتاب أو شباب، لذلك فالحديث عن تصنيف فئة دون غيرها هو كلام فاضي"
و في السياق ذاته قالت وفاء الحكيم:" أنا ضدّ العقاب العنيف على الفنانين أو غيرهم، ولكنني بالمقابل أرفض أن تسييس الفنان وأن يتحدث باسم السلطة، خاصة إذا كانت هذه السلطة ضد إرادة الشعب، وتعمل على قمعه، ولكن وجب على هؤلاء الشباب أن ينسوا ويسامحوا من أخطأ في تقدير الأمور، لأن عددًا كبيرًا من الفنانين تعرض لضغوطات من قبل أجهزة أمن الدولة التي كانت تابعة لنظام مبارك، وأنا أدعو هؤلاء للاقتداء بكم في المسامحة والعفو".
أجمع كل من المخرج سامح مهران، والممثل رياض الخولي، ووفاء الحكيم، على أنّ مصير الثقافة المصرية خاصة فيما يتعلق بالجانب السينمائي والدرامي، مرهون بما ستأتي به السنوات الـ10 القادمة، مؤكدين أن الحديث عن تلك الفترة ومن سيتحكم في مسار هذا النوع من الفنون لايزال سابقا لأوانه.
كما أكد المتحدثون أنّ هناك تغييرًا جذريًا سيحدث في المشهد الثقافي عموماً سواء في الجانب الفني، أو السينمائي أو الدرامي، أو المسرحي، لسبب بسيط هو أنّ العمل الفني ما قبل الثورة كان يقبع فيه الفنان المصري تحت رحمة التصنيفات والحسابات المتعلقة بالسياسة، مع أن أغلبهم لم يكن يمتهنها لكنه أدخل فيها رغما عنه، أما بعد الثورة وما أحدثته في نفوس المصريين بمختلف شرائح هذا المجتمع، ستجعل الجميع يعيد حساباته.
جدير بالذكر أن الجزائر كرمت النجم المصري رياض الخولي، كما سلم الوفد المصري درع الكنانة لوزارة الثقافة الجزائرية.