Close ad

صحيفة تركية: مصر على خطى تركيا والخلافات بين الإسلاميين والليبراليين تزداد عمقا

22-4-2012 | 15:25
الألمانية
نشرت صحيفة "تودايز زمان" التركية اليوم الأحد مقالا أكد أن ما وقع في مصر من أحداث خلال الأسبوعين الماضيين يذكر بما حدث في تركيا في الماضي القريب.

ورصد المقال الذي كتبه الصحفي جومالي أونال وحمل عنوان "مصر تتحول إلى تركيا" أن الجيش والنظام القضائي يتدخلان في سياسة الدولة والخلافات بين الليبراليين والمحافظين والعلمانيين تزداد عمقا. فهم غير قادرين على الاتفاق على ما ينبغي كتابته في الدستور الجديد. لا أحد يعرف هل سيكون نظام الدولة القادم برلماني أو شبه رئاسي وقد وصل الاقتصاد إلى الحضيض. وكل المجالات من الصحة إلى التعليم ومن السياحة إلى الثقافة مهددة بهذه الأزمة الاقتصادية الوشيكة.

وأوضح المقال أن مصر تواجه - وإن كانت بصورة أخطر- نفس المشكلات التي واجهتها تركيا لسنوات وبدأت الآن فقط في اتخاذ خطوات نحو حلها.

ورأى الكاتب أنه من أجل التعامل مع هذه المشكلات تحتاج مصر إلى تورغوت أوزال أو رجب طيب أردوغان، فقد وضع أوزال مطلع ثمانينيات القرن الماضي تركيا على طريق الإنجازات وعلى خطاه جاء أرودوغان مع مطلع الألفية ليتخذ خطوات هامة تجاه إنعاش اقتصاد كان مترنحا ودعم الاستقرار السياسي في تركيا.

وأشار أونال في مقاله إلى مجموعة من الخصائص التي ينبغي أن يتحلى بها الزعيم المنتظر في مصر ومنها أن يكون من خلفية دينية ولكن دون أن يستخدم الدين كمرجعية في خطابه وأن يكون على مسافة واحدة من كل التيارات دون أن يخيف أي أحد وألا يكون من سياسي الجيل القديم وأن يكون قد أفنى حياته في نضال سياسي. كما يجب أيضا أن يكون قد عانى لسنوات من قمع النظام السابق ولكنه تمسك بموقفه وأن يكون حذرا في حديثه عن الأمور الاقتصادية ولا يتخذ موقفا رجعيا إزاء القضايا الحساسة مثل المصارف والفوائد والعلاقات التجارية مع الغرب والسياحة.

ويتعين عليه أيضا أن يأخذ جميع التوازنات القائمة في مصر في الاعتبار وألا يعادي أحدا. وبالنسبة للشئون الدولية يتعين عليه أن يتجنب على الدوام أي حديث من شأنه أن يجر البلاد إلى الوقوع في مشكلات.

وقال الكاتب إنه من الواضح بالفعل من هو هذا الشخص لكنه لم يذكر أي اسم.

وأوضح أنه ما من شك أن الجهود التي يبذلها الجيش، الذي تدخل بصورة مباشرة في عملية صياغة الدستور وتحديد مرشحي الرئاسة ، للحفاظ على نفوذه سوف تلحق ضررا شديدا بالبلاد.

وأضاف أنه ما أن بدأت تركيا في الحد من نفوذ الجيش حتى بدأت في تحقيق التقدم الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي . وأشار إلى أل الجيش في تركيا ظل لسنواته يصور نفسه على أنه الحامي المطلق للاستقرار والتضامن في البلاد.

وقال الكاتب إن الخطر الأكبر الذي ينتظر القادة الذين سيحكمون مصر هو المشكلة الاقتصادية، موضحا أن وضع مصر الحالي يشبه أو ربما أسوأ مما كان عليه الوضع في تركيا خلال أزمتها المالية عام 2001 .

واختتم بالتأكيد على أن الحكومة القادمة سترقد على سرير من المسامير، وينبغي حتى تنجح في مهمتها أن تنتهي التوترات السياسية في أقرب وقت ممكن.
كلمات البحث
الأكثر قراءة