|
|
43526 | السنة 130-العدد | 2006 | فبراير | 6 | 7 من محرم 1427 هـ | الأثنين |
|
أما الوصية السادسة التي تأتي في مطلع الآية الثانية فيقول الله ـ تعالي ـ فيها: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده. أي: وينهاكم الله ـ تعالي ـ عن الاقتراب من مال اليتيم الذي فقد الأب الحاني, ولا تتعرضوا لما هو من حقوقه إلا بالوجه الذي ينفعه في الحال أو المآل, كتربيته, وتعليمه, واستثمار أمواله بالطريقة التي أحلها الله ـ تعالي ـ.واعلموا أن كل تصرف مع اليتيم أو في أمواله لا يتم في هذه الحدود ـ حدود الأنفع والأحسن ـ فهو محظور ومنهي عنه. |
|
|
بمناسبة معرض الكتاب, والأزمة الحاصلة الآن بين العالم الإسلامي وبين الغرب للإساءة لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم, أردت أن أكتب شيئا حول الفرق بين حرية الرأي, وحرية التعبير, وعلاقة ذلك بالمبدأ الديمقراطي, وبالإسلام. فليس فقط الدين مختلفا, والعقلية مختلفة, والتاريخ مختلفا, والثقافة مختلفة, بل أيضا التناول مختلف, ورأيت أن فتح هذا الباب في غاية الأهمية, ونحن ندعو إلي بناء جسور الحوار والتفاهم بين البشر, وأن هذه الاختلافات في لغة الحوار, وفي المفاهيم تعد عقبة شديدة تهدم كل ما نبني, وتعطل كل ما انطلقنا, وتغبش الهدف الذي نريد أن نصل إليه. |
|
|
حدث أيام نجم الدين أيوب حاكم مصر, أن تولي القضاء العز بن عبدالسلام, الذي مارس ولايته باجتهاد أن يعلم علي مدار الصدق, وقائع الواقعة التي يحكم فيها, ثم علي مدار العدل يصدر حكمه بما يجب تنفيذه, لذا جاءت أحكامه لا تعرف الميل, أو التفاوتات, ولم يعطل نفاذها عائق, ولم تمتنع أمام سلطان, أو جاه, أو استقواء, أو استقطاب. لكن عندما مست أحكامه أمراء المماليك العابثين بالحقوق بعد رحيل نجم الدين أيوب, أرادوا لها أن تنغلق عن ممارساتها, تمييزا لأنفسهم عن الجميع, فطالبوه بإبطال أحكامه عليهم, فرفض الرجل هذه القراءة المغلوطة لنزاهته كقاض, وهذا النزوع الذي يضرب معني العدالة كقيمة, |
|
|