قال رئيس اتحاد الكتاب السوريين الدكتور حسين جمعة: إن ما يجري في سوريا ، ظهر استنادا إلى احتجاجات وبعض المطالب المحقة والمشروعة للشعب السوري، متمنيًا لهذه المطالب أن تتحقق كما وعدت الحكومة، وكما وعد الرئيس بشار الأسد.
وأضاف جمعة في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن "هذه المطالب دخلت في نفق مظلم أحيانا عندما استغلت من بعض الجهات الجهوية والجهات الخارجية وأخذت اتجاها آخر يناقض ما هو مطلوب من الشعب السوري، لذلك نتمنى أن تلبي الحكومة السورية كل المطالب الشعبية لأننا مع هذه المطالب".
وأعرب عن أمله في وقف نزيف الدم في الشارع السوري، وقال: "نحزن لكل قطرة دم تراق في الشارع سواء من الأمن أو المواطنين، ونتمنى أن يهدئ هذا الحال وأن يصل المجتمع السوري إلى حوار هادئ وفعال" .
وأعرب جمعة عن معارضته المطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وقال: " لا نوافق على اسقاط بشار الأسد، نريد تعددية سياسية ديمقراطية وأن تتحسن معيشة السوريين ونريد ديمقراطية حقيقية، وإذا لبت الحكومة والرئيس ذلك فنحن سنكون معه إلى نهاية الخط"، مضيفا: "إذا لم تنفذ قرارات اللقاء الحواري التشاوري، فسيكون لنا موقف آخر" .
وعبر جمعة عن اعتقاده بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قادر على التغيير، لأن الرئيس يريد رؤية جديدة نسميها الجمهورية الثالثة وهو قادر على إعداد هذه الجمهورية بشكل جديد.
وأضاف: "نريد حركة تصحيحية وثورة تصحيحية قائمة على تعدد الأحزاب، وسيصدر قانون الأحزاب قريبا وقانون الانتخاب سيحدد دورات للرئيس" .
وعن انسحاب بعض أعضاء اتحاد الكتاب السوريين احتجاجا على التعامل مع المتظاهرين، قال الدكتور حسين جمعة: " حدث انسحاب مؤقت 3 من أعضاء الاتحاد، وهم انسحبوا من الوظيفة أو المهام الخاصة بهم في الاتحاد بعد أن خرجوا من القطر، وبالتالي انسحبوا ولم يأتني أي كتاب رسمي بالانسحاب، وبالتالي هو انسحاب إعلامي موجه للشارع بالأساس" .
وتوقع جمعة أن تتغير الأمور في سوريا خلال شهر أو شهرين على الأكثر لأن النظام دخل في حوار جدي مع المعارضة، مشددا على أن اتحاد الكتاب لم يفرط في حق الأمة لكنه يمثل ضمير الأمة والمجتمع وكان أول من وقف إلى جانب المطالب المحقة، إذ خرجت الاحتجاجات في سوريا في 15 مارس وفي 18 مارس أصدرنا بيانا يدعم مطالب الجماهير لأنها مطالب مشروعة ومحقة.
وكان رئيس اتحاد الكتاب السوريين قال في مداخلة له في إحدى جلسات مؤتمر اتحاد الكتاب تعليقا على عنوان المؤتمر (الثقافة المصرية .. وتحديات التغيير) إن تحديات التغيير لا تأتي بالهجوم على الماضي " لأنه من صوب رصاصة على الماضي جاء من يصوب رصاصة عليه".
وشهدت وقائع الجلسة الرابعة في ثاني أيام مؤتمر اتحاد الكتاب، والتي شارك فيها الدكتور حسين جمعة والدكتور مجدي يوسف وأدارها الدكتور محمد نجيب التلاوي - مشادة حامية بين يوسف وجمعة على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا انتهت بطرد الأول للأخير، إذ سئل حسين جمعة عن ما يحدث في سوريا من قمع للتظاهرات السلمية فأجاب بأن "الحكم على الشيئ فر ع من تصوره، والصورة التي يعطيها الإعلام الدولي عن ما يحدث في سوريا غير حقيقية، ويجب أن نعرف الصورة من مختلف الأطراف، فهناك 1400 شهيد من قوى الأمن، وسوريا فيها بؤر متوترة"، منتقدا تغطية الفضائيات العربية لأحداث سوريا .
ولم يرق هذ الرد للدكتور مجدي يوسف الذي احتد على حسين جمعة وخاطبه قائلا: "إن سكوت المثقف على جريمة ضد الانسانية ترتكب ضد شعبه لهو جريمة أكبر وتبرير هذه الجرائم مأساة"، ثم طلب من جمعة ترك القاعة ومغادرة المؤتمر، وأثار هذا الموقف غضب رئيس اتحاد الكتاب السوريين فترك المنصة الرئيسية لكن عددا من الكتاب المصريين أثنوه عن ترك القاعة، وأصروا على جلوسه بينهم، كما رفض رئيس الجلسة الدكتور محمد نجيب التلاوي تصرف الدكتور مجدي يوسف وخاطبه قائلا: "ليس من حقك طرد ضيف على اتحاد الكتاب، فضيوف الاتحاد هم ضيوف مصر، كما أنه رئيس لاتحاد الكتاب السوريين وهذا التصرف غير لائق وبصفتي رئيس للجلسة أرفضه".
وإزاء هذا الموقف غادر الدكتور حسين جمعة وسط استنكار بعض الكتاب واقعة طرده من قبل الدكتور مجدي يوسف، مؤكدين ترحيبهم به في مصر وفي ضيافة اتحاد كتابها.